أسيرة شجرة البلوط

في قرية نائية على سفح جبل في كوخ صغير كانت عائلة تعيش هناك تتكون من الأب العجوز هزيل الصحة والأم وشاب وطفلة كانت هذه الأسرة المكونة من أربع أفراد فقيرة تعيش على ما يجنيه الأب العجوز وابنه من التحطيب..
وكان أدهم طالب يحب العلم والتعلم ولكن ظروف معيشته السيئة حرمته من اكمال دراسته وكان فتى يحب أسرته وأكثر اهتماماته لأخته الصغيرة هيا
فكان يحبها ويلاعبها ..فكانت قريبة من قلبه كثيرآ.
وقد كانت والده أدهم طيبة القلب وتحب زوجها وأولادها ومؤمنه كثيرة الدعاء لزوجها وأولادها
أما الأب العجوز الذي فقد صحته بمرور الايام والسنين,وكان رغم مرضه يحب عمله كثيرآ.
في يوم من الأيام...
الأب لابنه :ادهم يا أدهم طلع الفجر هيا استيقظ حان وقت العمل.
أدهم:نعم يا والدي اتركني نائم,فقد حلمت الليلة حلمآ مزعجآ ولم أستطيع النوم جيدا .
الأب غاضب:هيا انهض كفاك نوما ,فاليوم علينا عمل كثير نريد أن ننجزه قبل مغيب الشمس.
أدهم :حاضر ياوالدي
ام أدهم:يا أبا أدهم هيا تعال لقد حضرت لكم الطعام مما فضله الله علينا من نعمته.

بعد تناول الطعام خرج أدهم ووالده الى الغابة المجاورة لمنزلهم..
كان أدهم دائما يحلم بأن يصبح رجلآ ثريآ مالكآ للمال ويحقق جميع طموحاته وأحلامه بأن يكمل تعليمه و يصبح طبيب أطفال ..

وصل أدهم ووالده الى مكان العمل فبدأ أدهم ووالده بتقطيع الاشجار وجمعها بحزم للبيع..
الوالد: هيا يا ادهم لقد شارفت الشمس على المغيب يكفي عملآ اليوم سنكمل باكرا
أدهم:حسنى يا أبي سوف اجمع العدة
سارع أدهم على جمع عدة التحطيب ورجعا إلى كوخهم الصغير.

في اليوم الثاني استيقظ ادهم فوجد والده تعب ولا يستطيع الذهاب للعمل فاضطر للذهاب إلى الغابة لوحده

كان أدهم في طريقة للعمل وقد كان يدعو الله أن يشفي له والده وأن يفرجها عليه وعلى أهله من الفقر الذي يعيشون فيه .
وصل ادهم مكان العمل..فكانت هناك شجرة بلوط كبيرة فأراد قطعها
لأن خشب البلوط غالي الثمن فقرر أدهم قطع الشجرة من أجل ان يكسب مالا كثيرا .
مسك أدهم البلطة ورفعها لقطع الشجرة وقبل أن تلمس البلطة الشجرة سمع صوتا يقول أرجوك لا تقطعني..تعجب أدهم من الصوت ,رفع البلطة مرة أخرى فإذا بالصوت يصرخ مرة ثانية لا لا تقطعني
فصرخ أدهم من يصرخ وينادي ؟؟ فأجابت هذا أنا اسيرة الشجرة
اندهش أدهم وسكت برهه من الوقت ثم تحدث مع نفسه وقال هل أنا مريض! ام هذه تهيئات ؟؟ فرفع يده على جبينه ليى هل حرارته مرتفعة أم لا فوجدها طبيعية .
فقال لنفسه:هذه تهيئات ..الظاهران حرارة الشمس المرتفعة أثرت بي فبأت أتخيل أصواتآ غريبة.
جلس أدهم قليلآ ورشف شربة ماء ونهض ليقوم بعمله, اقترب من الشجرة فإذا بالصوت نفسه ينادي عليه !! أدهم هذه أنا الأميرة الصغيرة أسيرة الشجرة,انظر الى شجرة البلوط هذه انا اسيرة الشجرة منذ سنين .
نظر أدهم وسئل بتعجب واستغراب لماذا أنتي اسيرة لشجرة البلوط؟
فصدر صوت بكاء !
أصيب أدهم بدهشة كبيرة! نعم انها تبكي ..الشجرة تصدر صوت بكاء!!
سكت الصوت قليلا ثم تكلم الصوت باكيآ انه زوج أمي بعد وفاة أبي تزوجت أمي برجل آخر وقد كان هذا الرجل رجل شرير ويتعامل بالسحر
فقد كان يكرهني كثيرا فقد تزوج أمي ليستولي على جميع ما تملك وكان يخاف أن أرث كل شيئ فأراد التخلص مني, فقد أتى بي إلى وسط الغابة وحولني إلى شجرة بلوط وها أنا أسيرة وسط هذه الغابة الكبيرة..

تنهد أدهم وبكى لقصة الأميرة الصغيرة,وقال لها: هل هناك حل لخروجك من سجنك؟
فأجابت فورآ نعم هناك نباتات نادرة في قمة الجبل فلو أحضرتها لي وغمرتها بالماء ثم أحضرت النبتة والماء ورشقتني بها فسوف اخرج من سجني هذا .
ابتسم أدهم وقال لها سوف أحررك من هذا السجن ,ضحكت الاميرة وقالت له: لو حررتني سوف أكافئك وألبي لك جميع أمنياتك
فرح الشاب وذهب مسرعا الى الجبل ..بدأ ادهم بصعود الجبل واثناء صعوده تعب أدهم فقد كانت النبتة في قمة الجبل ولكن لم ييأس وواصل الصعود حتى وصل لمبتغاه,فوجد مجموعة من النباتات ,فاقتطف من كل نوع نبتة ونزل مسرعا وقبل أن يذهب للأميرة ..ذهب الى كوخه ليحضر وعاء مليئ بالماء.
فكانت والده جالسة بجانب زوجها ترعاه فعندما شاهدت ابنها سألته باندهش!ما بك يا بني لماذا أتيت باكرى هل أنهيت عملك؟
فأجابها أدهم : لا يا أمي ولكن حدث شيء غريب معي
سألته والدته :ماهو؟
فقال لها سأشرح لكي عندما أعود ولكن الآن أرد وعاء مليء بالماء
تعجبت أم أدهم لطلب ولدها ولكن نهضت وملئت والوعاء ماء وأعطته لابنها ..تناول أدهم الوعاء وذهب مسرعا للشجرة.
وصل أدهم الشجرة وقد كانت بيداه النبتات ووعاء الماء ,فصرخ بصوت عالي أيتها الاميرة لقد احضرت لكي ما طلبتي من النبات
فرحت الاميرة وقالت له هيا أرجوك أغمر النباتات بالماء وارشقني بهم ثلاث مرات..ففعل أدهم ما طلبته الاميرة منه فإذا بشعاع أبيض كثيف غطى المكان حتى أفقد أدهم النظر ,وعندما خف الشعاع وتلاشى فتح أدهم عيناه فإذا بفتاه رائعة الجمال..شعرها طويل وترتدي فستانآ جميلا ..نظرت الاميرة لنفسها وهي تقول شكرا لك يا ادهم لقد ارجعتني لحياتي الطبيعية مرة أخرى بعد أتن كنت أسيرة شجرة البلوط.
ابتسم أدهم فرحا لانقاذه لهذه الفتاة المسكينة.
نظرت الأميرة لأدهم مبتسمة وهي تقول هيا يا أدهم أطلب ما تريد وسوف ألبي لك جميع رغباتك, فعند عودتي لأمي سوف تفرح بي يعد غيابي الطويل عنها.
فأجابها أدهم : يكفي أني أرجعتك لحياتك ولوالدتك فلا أريد شيئا منك..
فرحت الأميرة بجواب أدهم ..سكتت برهة ثم اقتربت منه وهمست له بأذنه هل تتزوجني؟؟
ارتبك أدهم وقال لها هل تمازحيني ..فقالت له لا هل تتزوجني؟
فأنا أفتخر أن ارتبط بشاب حسن الخلق مثلك..لا يطمع بثروتي .
فمسك أدهم يد الأميرة وذهب بها الى كوخه الصغير وأراها معيشته ومدى الفقر الذ ي يعاني منه ..وقال لها هذا انا هل تريدي أن ترتبطي بشاب معدوم الحال مثلي؟
نظرت الاميرة اليه ونطقت نعم فأنا اريدك أنت ولا يهمني مدى فقرك فهل تقبلني زوجة لك؟
فرفض أدهم طلب الأميرة وطلب منها أن تذهب وتفرح أمها بعودتها
وعند خروجها أخبر ادهم والديه بما حدث معه..
خرجت الأميرة الى قصرها , وقد كانت والدتها جالسة بحديقة المنزل فعند رؤيتها لاميرتها تساقطت دموعها على وجناتها من كثر فرحتها لرجوع ابنتها اليها
فعندما حكت الأميرة ما حدث معها وكيف انقذها الشاب من أسرها,ذهبت والدتها ومعها اميرتها الصغيرة الى كوخ الشاب وشكرته على مساعدته لابنتها وطلبت منه ان يقبل بزواج ابنتها فهي تريد أن تطمئن على ابنتها قبل وفاتها وقد رأت بأدهم بصفات الشاب النبيل الذي يستحق ابنتها
وبعد ان ضغطت عليه وافق الشاب أدهم على طلب والدة الأميرة الصغيرة
وقد تزوج ادهم بافتاه واكمل تعليمه وأصبح طبيب أطفال كما كان يحلم وعاش هو ووالديه وأخته هيا بقصر الأميرة بهناء وسعادة.



بقلمي المتيم